افتتاح الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي:
جمهور غفير يواكب عرض « عشاق الدنيا » وتكريم بطلة التنس العالمية أنس جابر
أقبل جمهور الدورة السادسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي منذ ساعات المساء المساء الأولى بأعداد هائلة واصطفّ في طوابير طويلة، حتى قبل أن تفتح أبواب الدخول للعموم رسميا، جمهور بدا متعطشا لعودة أنشطة هذه التظاهرة العريقة بعد غياب دام سنتيْن بسبب جائحة كورونا. غصّت مدارج المسرح الروماني بقرطاج بعشاق الفن الشعبي وتعالت أرجاؤه بالهتافات والزغاريد فرحا وابتهاجا بعودة الحياة إلى هذا الصّرح الأثري.
وسجّل حفل افتتاح الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي حضور وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وعدد من أعضاء الحكومة. وقد تولّت وزيرة الشؤون الثقافية رفقة وزير الشباب والرياضة السيد كمال دقيش، قبيل العرض الافتتاحي، تكريم البطلة العالمية في رياضة التنس أنس جابر، تقديرا لها ولمساهمتها في رفع الراية التونسية عاليا وتشريف الرياضة التونسية لا سيما في دورة « ويمبلدون » الأخيرة لمّا بلغت نهائي هذه البطولة الدولية.
وردّد جمهور قرطاج، إثر حفل تكريم البطلة العالمية أنس جابر، النشيد الوطني التونسي بحماس شديد، ثم تابع عرض الافتتاح الرسمي لهذه الدورة « عشاق الدنيا » للمخرج عبد الحميد بوشناق، وهي كوميديا موسيقية مستوحاة من المسلسل التلفزيوني الشهير « نوبة »، المتألف من 50 حلقة تمّ بثها على جزءين في رمضان 2019 و2020. وامتزجت في هذا العرض فنون المسرح بالرقص والغناء.
وشاركت في هذا العرض أسماء فنية لامعة مثل لطفي بوشناق وريم الرياحي وبحري الرحالي وعزيز الجبالي وأميرة شبلي وهالة عياد والشاذلي عرفاوي وبلال بريكي ومهذب الرملي وحمزة بوشناق وهشام سلام والتليلي القفصي وصالح الفرزيط وسمير الوصيف وكافون وعبد الوهاب الحناشي وحبيب الشنكاوي.
وعاد عرض « عشاق الدنيا » بالجمهور إلى فترة التسعينيات حيث عرف « فن المزود » ازدهارا وانتشارا في تونس. وكان العرض بالنسبة إلى الكثير من الحاضرين بمثابة الحنين إلى الماضي واستحضار لذكريات الحب والفرح.
وتفاعل الجمهور مع مختلف مشاهد العرض الدرامية والغنائية بالتصفيق والهتافات، وأطلق العنان للرقص على إيقاعات أغاني المزود الخالدة منها « كيف شبحت خيالك » للفنان القدير لطفي بوشناق الذي أدّى بالمناسبة أغنيته الجديدة « مازال صغير » حصريا خلال هذه الدورة.
وتناوب عدد من الفنانين على اعتلاء الركح مع كل مراوحة غنائية، فاستمع الجمهور لأغنية « قالولي روح براني لصالح الفرزيط و »بنت الحي » لسمير الوصيف الذي أدى أيضا رائعته « تسحر عينيك » و »شلزني عالمر »، ثم تلته إطلالة الفنان عبد الوهاب الحناشي بأغنيتيْ « محبوبي » و »صبرك مكتوب ».
واستمرّت أحداث العرض « عشاق الدنيا » لمدة ثلاث ساعات. وقد ردّد الجمهور خلالها مع التليلي القفصي « بري فوت » و »جيب الواد الواد »، ثم مع الفنان حبيب الشنكاوي « الوردة » ومع كافون « جيت نعوم الموج قلبني »، وأيضا « نجوم الليل الضواية » لهشام سلام، قبل أن يعتلي الفنان القدير لطفي بوشناق الركح مجدّدا ويؤدي « يا نوار اللوز » في اختتام العرض.
لقد أعادت الكوميديا الموسيقية « عشاق الدنيا » إحياء مجموعة من أغاني « فن المزود » بعد أن كادت تتلاشى وهي في أوج انتشارها في التسعينات. كما أعادت الاعتبار للرقص الشعبي وللجسد. ووثقت لجزء من تاريخ تونس الفني والسياسي والاجتماعي والثقافي.
وجدير بالتذكير أن لجمهور الدورة السادسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي موعد ثان مع عرض « عشاق الدنيا » في سهرة اليوم الجمعة 15 جويلية بالمسرح الروماني بقرطاج