عرض « ناصيف زيتون » الأحد 18 أوت 2019

الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي

عرض « ناصيف زيتون »

الأحد 18 أوت 2019

المسرح الروماني بقرطاج

 

حالة من الدهشة تعتريك وأنت تعبر الطريق المؤدية إلى المسرح الروماني بقرطاج. السادسة مساء. مازالت خيوط الشمس الذهبية ترسل حريقها. صفوف طويلة ومعها لحظات الانتظار تصبح صعبة. لا. ليس الانتظار هو الصعب ولا هو متعب. بل شغف اللقاء والإحساس باللاّ صبر التي يمكن أن تشعر بها عاشقة وهي تستعد للقاء حبيب العمر. يتوقف الزمن فجأة. تتسارع دقات القلب بأكثر قوة من دقات الساعة المزعجة

القصة مع « ناصيف زيتون » تشبه هذا كثيرا. فمن يمكنه أن يتحمل مرارة الانتظار إن لم يكن من أجل « أمر » يستحق العناء.

في الحقيقة فصول القصة بين الفنان السوري « ناصيف زيتون » وجمهوره في تونس لم تكتب ليلة الأحد 18 أوت 2019 بل تعود إلى سنتين سابقتين، عندما غنى لجمهور قرطاج « مش عم تضبط معي أعشق غيرك لا والله ». في ذلك الوقت كان فنانا « شابا »، صوته جميل، غامر به مدير المهرجان « مختار الرصاع »، أصر على برمجته وكله ثقة في أن انطلاقته الكبرى ستكون من مسرح قرطاج العظيم. ولم يخب توقعه. وهاهو يعود من جديد أكثر ألقا مما أدى إلى اتخاذ قرار برمجته في عرضين اثنين الأحد 18 والاثنين 19 أوت 2019 وفي كليهما يغني أمام شبابيك مغلقة sold out

صوته جميل. إحساسه عال. حضوره جذاب. لطيف يحتفظ دائما بابتسامة هي جواز سفره لقلوب محبيه. متواضع ولبق في التعامل. رافقته في رحلته إلى تونس والدته التي كانت سعيدة ومندهشة وهي تدخل إلى المسرح وترى الآلاف من المعجبين في انتظار صغيرها. أما « ناصيف » فكان في الكواليس هادئا، مخفيا ارتباكه. فكل هذا الحب من جمهوره التونسي عليه أن يحسن القبض عليه بصوته وبكرمه في الغناء.

« قالوا العشق مع الوقت بيقل. كلمة صدق، ما أقدرت منك مل. بعدها بترجف إيدي إن سلمت. بعيش أزمة نفسية إن غبت »

هكذا أنشد « ناصيف » في الكواليس قبل أن يهتز المسرح الروماني بقرطاج صراخا لحظة دخوله على إيقاع أغنية « على أي أساس ». غنى بثبات على الرغم من عدم قدرته على السيطرة على الجمهور الذي كان يسبقه في آداء أغانيه. تحرك بثبات على الركح. تحدث قليلا وغنى على مدى ساعتين عددا من أنجح أغانيه: « بدي ياك »، « نامي ع صدري »، « مش عم تضبط معي »، « كلو كذب »، « تعال »، « خلص استحي »، « تكة »، « ما ودعتك »، « ما بظن »… كما احتفى بسوريا بموال وأغنية مؤثرة، وفاجأ جمهوره بأغنية « أصل الزين » التي أداها بتمكن، والجميل أنه في هديته التونسية هذه لم يذهب في اتجاه السهل الممتنع، ولم يختر أغنية رددها صابر الرباعي مثلا والآلاف بعده، بل اجتهد في اختيار أغنية غير مستهلكة، تتماشى مع صوته، فوفق في آدائها

« ناصيف زيتون » ليس ظاهرة صوتية يمكن أن تتبخر في أية لحظة. هو فنان يملك صوتا عالي الإمكانيات. يحسن اختيار أغانيه، ويعرف في الوقت نفسه كيف يكسب الجمهور بلباقته وتواضعه. لم يحلق بعيدا عن أرض الخضراء التي منحته الكثير من الحب ولم تطلب منه سوى إسعاد أبنائها، وهو لا يبخل عليهم بذلك

 

69005907_772446186507712_968146410895572992_n
68607270_772446423174355_337500471444897792_n
68928362_772447436507587_1962427929715539968_n
68569091_772446943174303_403565606852362240_n
68737609_772445689841095_6181316889453527040_n
68748712_772446596507671_3170104434780798976_n
69125088_772446209841043_578290395486617600_n
68511508_772447543174243_1179882689361084416_n
68698937_772447303174267_3809172951127818240_n
previous arrow
next arrow
69005907_772446186507712_968146410895572992_n
68607270_772446423174355_337500471444897792_n
68928362_772447436507587_1962427929715539968_n
68569091_772446943174303_403565606852362240_n
68737609_772445689841095_6181316889453527040_n
68748712_772446596507671_3170104434780798976_n
69125088_772446209841043_578290395486617600_n
68511508_772447543174243_1179882689361084416_n
68698937_772447303174267_3809172951127818240_n
previous arrow
next arrow
FEATURE POST