بأكثر من مليون ونصف متابع لقناته على اليوتيوب، استطاع الفنان الإكوادوري « ليو روخاس » أن يلامس القلوب في كل مكان في العالم. يعزف ببراعة مدهشة على آلة « الفلوت » ولكن ما يجعله الأكثر تميزا عن غيره هو أنه يعزف بقلبه. وما يخرج من القلب يقع مباشرة في القلب
في الليلة الأخيرة لمهرجان قرطاج الدورة 55 الاثنين 26 أوت 2019، جاء « ليو روخاس Leo Rojas » ليسمو بالجمهور عاليا. موسيقاه تداعب الروح. تخلص السامع من تراكمات الحياة ونسقها اليومي المضني. تتحول موسيقاه إلى لوحات تستحضر الطبيعة وامتدادها، والشلالات وتدفقها. تعيد السامع بكرا. تداويه. تداعب قلبه. وهي أحاسيس اشتغل عليها « ليو روخاس »، فليس همه أن يدهش الجمهور بتقنياته العالية ولا بحضوره على الركح، بل همه أن يرتحل به إلى عوالم روحانية ويسرح بيه في ثنايا الطبيعة كما أكد خلال اللقاء الصحفي الذي انتظم مباشرة بعد عرضه في المسرح الروماني بقرطاج، وكما تترجمه كليباته التي يحرص على تصويرها دائما في الجبال والغابات، بين الشلالات، ساعة شروق الشمس وغروبها، مع الحيوانات التي تعيش حرة في الطبيعة، في الرمال الذهبية لأجمل الشواطئ في العالم. وفي الصحاري الممتدة.
الموسيقى التي يقترحها « ليو روخاس » هي أشبه بأصوات خرير المياه وزقزقة العصافير. هي إيقاع الطبيعة في أجمل تجلياتها. هي غضبها الجميل وصمتها الهادئ والصاخب في آن واحد
قدم « ليو روخاس » في عرضه على ركح المسرح الروماني بقرطاج أشهر مقطوعاته الموسيقية: circle of live -celeste -el condor pasa وwater of live وغيرها.. كما غنى منتجه الألماني من أصول كرواتية « سلفاتور » أغنية « معك سأرحل » لأندريا بوتشيلي بالكثير من التمكن مقدما نفسه « تينور » ذو مستوى عال
استطاع « ليو روخاس » من خلال المقطوعات الموسيقية التي قدمها مصحوبة أحيانا بآداء صوتي في ترويض الجمهور الذي كان راقيا في إنصاته وتفاعله معه ومع الفرقة الموسيقية التي رافقته على آلات الغيتار إلكتريك، الباتري إلكتريك والكلافيي، و »ليو روخاس » يدمج « الفلوت » بنغماته الروحانية الكونية، بالموسيقى الإلكترونية محافظا في الوقت نفسه على روح القطع الموسيقية وعذريتها.