انطلقت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية منذ السنة الفارطة في تنفيذ تجربة جديدة بعنوان « شباب الجهات في قرطاج » وباعتبار التفاعل الكبير والاستحسان الذي لاقته من قبل المشاركين وكل الجهات والرأي العام في الدورة السادسة والخمسين تتواصل التجربة هذا العام لدعوة أكبر عدد ممكن من شباب الجهات لمواكبة مختلف سهرات الدورة السابعة والخمسين للمهرجان… من قبلي وتطاوين ونابل وأريانة والكاف وباجة وسيدي بوزيد وتوزر وجندوبة وزغوان ومنوبة وسليانة وصفاقس وتونس، نصف ولايات الجمهورية تقريبا سيكون شبابها جزءا من جمهور هذه الدورة وضيفا عليها.
وتأتي هذه البادرة انطلاقا من الإيمان بحق النفاذ للثقافة وبأهمية ضمانه لكلّ التونسيين وهو ما تؤكّده السيدة هند مقراني المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الفنية والثقافية وتضيف « انطلاقا من هذا المبدأ تطمح الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج والمؤسسة لترسيخ هذه التجربة كعادة حميدة ومنحها كل الإمكانيات لضمان استمراريتها وحسن تنفيذها على أكمل وجه لتصبح فقرة قارة من فقرات المهرجان تُرصد لها الإمكانيات اللازمة لتوسيعها ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من شباب الجهات، وتؤكّد على أن هذه البادرة الفريدة نابعة من حق الجميع في الثقافة وعملا على تحقيق اللامركزية علاوة على مساهمتها في اشعاع المهرجان والتعريف به داخل المدن وتمكين شباب الجهات من التعرّف على الموقع الأثري وهذا الصرح التاريخي الهام. وتضيف أن المؤسسة رصدت أكثر من 150 ألف دينار من ميزانية المهرجان لإنجاح هذه التجربة وهي تكلفة قابلة للترفيع في دورات قادمة.
من مدينة الثقافة إلى قرطاج… رحلة تثقيفية وفنية
المسؤول عن تنفيذ هذا البرنامج هو السيد صفوان خصخوصي (منسق البرنامج الوطني لشباب الجهات في قرطاج) ذكر أن الدورة السادسة والخمسين استقبلت حوالي 1200 شاب من الجهات وتستعد لاستقبال 1400 خلال الدورة الحالية بمعدّل 60 شابا وشابة من كل ولاية.
« شباب الجهات في قرطاج » تجربة تحمل أبعادا نبيلة وتثقيفية وتسير وفق برنامج مدروس ومحكم بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية حيث يكون في استقبال الشباب القادم من الولايات في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي السيد صفوان الخصخوصي وممثل عن إدارة العمل الثقافي وآخر عن مكتب الشؤون الجهوية وتنطلق المجموعة في زيارة ميدانية لكافة وحدات المدينة: مركز تونس للاقتصاد الثقافي الرقمي والسينماتاك وفضاءات العروض وغيرها… وبما أن الشباب الزائر من ناشطي دور الثقافة يرافقهم مجموعة من المؤطرين فعادة ما تمكّنهم هذه الفرصة من تقديم عرض مسرحي بدقية من باب التحفيز على المضي في هوايتهم وتطلعهم على شروط الحصول على بطاقة الاحتراف وسبل تحويل الهواية إلى عمل احترافي كما يقوم الطاقم المسؤول عن الزيارة بتأطير من لديه مشروع فني واطلاعه على مسالك الحصول على الدعم… وتنتهي الفترة الصباحية بزيارة متحف الفن المعاصر بمدينة الثقافة ويعود شباب الجهات للغداء والراحة بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية حيث يقيمون في إطار شراكة بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي.
عرض فني… ولكلّ زائر كتاب
في المساء تنطلق الرحلة إلى مسرح قرطاج الأثري وهناك يواكب شباب الجهات كافة التحضيرات الفنية بالكواليس وأكشاك التذاكر وتوزيع المهام بين أعوان وزارة الثقافة وأعوان الأمن الوطني لاستقبال جمهور المهرجان ومواكبة العروض ومشاركة الجمهور تفاعلهم وحماسهم إلى غاية نهاية الحفل الفني.
هذه البادرة التي تم إطلاقها في الدورة السادسة والخمسين جعلت شباب الجهات يعيش تجربة فريدة يتمنّى أن تتكرر فهم لا يعودون إلى ولاياتهم في صبيحة اليوم التالي للعرض محمّلين بصور تذكارية ومعلومات عن سير المهرجان فقط وإنما بمجموعة من الكتب من إهداء إدارة المطالعة التابعة لوزارة الثقافة وفي هذا الخصوص ذكر السيد صفوان أنّه تم توزيع قرابة خمسمائة كتاب علما وأن إدارة المطالعة خصّصت 1400 كتاب لتهديهم لشباب قرطاج في الجهات.