اهتزت أرجاء المسرح الروماني بقرطاج، في سهرة السبت 23 جويلية، على إيقاعات موسيقى البوب والموسيقى الإفريقية في سهرة مشتركة أحياها الثنائي « كاديبوستاني » من سويسرا والمغنية الجنوب افريقية « نومسيبو زيكودي » صاحبة الأغنية العالمية المتفرّدة « جيروساليما ». وقد سجّلت هذه السهرة حضور مجموعة من شباب ولاية توزر وعددا من أفراد الجالية الإفريقية المقيمة بتونس، إلى جانب حضور جمهور غفير من المولعين بهذا النمط الموسيقي الإيقاعي.
واعتلى « كاديبوستاني » ركح المسرح الروماني بقرطاج في الجزء الأول من السهرة، واسمه الحقيقي Guillaume Bozonnet، فأدّى باقة من أشهر أغانيه مثل « Castle in the Snow » و »Mind if I Stay » و »Crazy in Love » وقد رسم « كاديبوستاني »، لموسيقى البوب برؤية معاصرة ومتطورة، فلُقّب بـ « امبراطور البوب »، وهو ما دفع بأعماله إلى صدارة الموسيقى العالمية.
وتميّز عرض « كاديبوستاني » بسحر موسيقى البوب الالكترونية التي امتزجت فيها أيضا معزوفات آلة « الترومبون » النفخية، وهو ما أضفى عليها طابعا عسكريا جذابا وخلقت منها عالما موسيقيا متفرّدا جمع بين موسيقى البوب والروك والموسيقى العالمية والسالسا والسول والجاز، وكأن مجموعة « كاديبوستاني » أسست لنفسها « دولة موسيقية خيالية حدودها وهمية أما رموزها وشعاراتها فهي التعبير الحر »، على حدّ تعبير « كاديبوستاني » خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض مباشرة. والمثير للاهتمام أيضا في هذه المجموعة الفريدة أنها صمّمت لنفسها « بطاقة عمل » (carte de visite) على شكل عملة نقدية مزيّفة وتحمل رمز المجموعة، وذلك في إطار مفهوم « دولة الموسيقى » التي أسّسها « كاديبوستاني ».
وعبّر « كاديبوستاني » أيضا، في حديثه للصحفيين عن إعجابه بالجمهور وبالأجواء الحماسية التي وجدها على مدرّجات المسرح الروماني بقرطاج.
وتميّز الجزء الثاني من العرض الذي أمنته « نومسيبو زيكودي » بألوانه الإفريقية الخالصة من حيث الموسيقى الإيقاعية واللوحات التعبيرية الراقصة. فهذه المغنية الجنوب إفريقية لم تهدأ على الركح بل واهتزّت على أشهر أغانيها مدرّجات المسرح خاصّة لمّا ردّدت « جيروساليما ». وازداد حماس الجمهور لمّا التحفت « زيكودي » بالعلم الوطني ونزلت عن الركح لتجوب بين الجماهير وتنشر الفرح والبهجة في أرجاء المسرح. وأبت إلا أن يُشاركها عدد من الحاضرين الركح للغناء والرقص على أنغام موسيقاها.
وأوفت هذه المغنية الجنوب إفريقية بوعدها الذي تعهّدت به لجمهور قرطاج الذي انتشى رقصا وفرحا على أغانيها وأهمها رائعتها « جيروساليما » التي حصدت أكثر من نصف مليار مشاهدة على يوتيوب في أقل من عامين منذ إطلاقها سنة 2020.
وجدير بالتذكير أن الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي تقترح على جمهورها، في سهرة يوم الثلاثاء 26 جويلية 2022، « عرضا للمغنية الفرنسية « إيزابيل جيفروي » الملقبة بـ « زاز »، إذ ستقدّم عرضا يجمع بين موسيقى الروك والسالسا والأغنية الفرنسية. وستكون سهرة « زاز » صدى لتجربة ثرية ولمسيرة حافلة باللقاءات.