مهرجان قرطاج الدولي الدورة 55
عرض « حضرة سيدي بن عيسى مكناس »
السبت 10 أوت 2019
المسرح الروماني بقرطاج
بروائح البخور ونقرات الطبول والبنادر بأقراصها النحاسية المضافة إلى جوانبه الخشبية ونفخات المزمار المغربي « الغيطة » اعتلت فرقة « سيدي بن عيسى مكناس » ركح المسرح الروماني بقرطاج في سهرة السبت 10 أوت 2019 في تمام الساعة العاشرة ليلا لتقدّم عرضا صوفيّا روحانيا يسافر بالجمهور إلى أصول هذه الفرقة الصوفية التي انتشرت انتشارا واسعا في البلاد التونسية وبالمشرق العربي لا سيما في المدن الكبرى، ولعل اعتمادها على الكرامات وإحياء حلقات الانشاد والسماع الصوفي بانتظام كان له أثره في اهتمام الناس بها وفي تزايد عدد مريديها.
قدّمت الفرقة المغربية « الدّخلة » وهي من العادات التي تقام من أجل التبرّك، يقصد الزاوية أو إحدى الطوائف التابعة لها، حيث تقاد الشموع ويطلق البخور المتكوّن من « الـجـاوي » و « حصلابان » كما يسمّى في المغرب الأقصى إلى غير ذلك من الأطياب، وتتلى الفاتحة ثــــم » الـفـتـوح » على رش ماء الزهر وماء الورد وزغاريد النساء، قبل أن يتقدم الموكب ويبدأ « الحزب » يليه « الذكر » الذي يتكون من مجموعة من آيات بيّنات و أذكار الأنبياء والصالحين، ويرددوا « بسم الله بديت بالذكر » ، « الصلاة والسلام عليك دايما يا رسول الله » ، « نبدأ باسمك يا الغفـــور » وغيرها من الأذكار والمدائح.
كما تفاعل الجمهور مع » الحضرة الجيلالية و » لمجرد » الذي يعتمد على الغناء بالتّصفيق، إضافة إلى تخليل يجمع بين حضرتين حيث يبدأ الإنشاد بالفتوح حتى ينتهي منه فتعود الحضرة إلى أوجها ثم يعود الإنشاد ثانية وهكذا دواليك.
يذكر أن فرقة « سيدي بن عيسى مكناس » قد تكوّنت سنة 2000 واعتمدت على تسويق الطقوس العيساوية التي كانت نشأتـها على يد الشيخ الورع و الناسك الزاهد سيدي محمد بن عيسى المدعو بالشيخ الكامل، ولم تعد تقتصر على الزوايا التابعة لها بل أصبحت تتعداها ، فهي تـشارك في العديد من المواسم الدينية و التظاهرات الثقافية و المهرجانات الوطنية والدولية.