سيد الترومبيت ابراهيم معلوف يحيي الروح بموسيقاه

الموسيقى سيدة القلوب، الموسيقى صوت الروح العاشقة والاحلام المتمردة، الموسيقى صوت للانسانية ونبراس للحب والامل، عنوان للفرحة وضمن فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي ضرب عازف الترومبيت ابراهيم معلوف موعدا مع الفرحة واللقاء الجميل في رحاب موسيقاه الكونية.

على ركح أجمل المسارح، المسرح الأثري بقرطاج كان الموعد الاستثنائي بين فنان نحت مسيرته بالكثير من الجدية والتجديد وجمهور متعطش دوما للموسيقى الحية والحالمة.
موسيقاه تخاطب الوجدان، نغماته تتجاوز حدود المكان وترحل بعيدا حيث تنتشي الروح بأجمل الايقاعات، موسيقى آلة الترومبيت دينه وديدنه وعالم ابراهيم معلوف الأجمل، له أسلوبه الفريد في التعامل مع محبوبته الازلية الترومبيت التي تتحول مع كل عرض الى روح حية تنبض بالحب وتعزف للجمال.

ابراهيم معلوف أشهر عازفي الترومبيت في العالم، لبناني فرنسي مزج في معزوفاته بين الثقافتين العربية والغربية ثم قرر كسر كل الحواجز الثقافية وكتب موسيقى للانسان فهو دائم البحث عن روابط مع الانسان اينما وجد وموسيقاه سلاحه ليجذب القلوب العاشقة ويرسم ملامح قيم كونية.

مهرجان قرطاج الدولي حلم لكل فنان وأمام جمهوره كتب ابراهيم معلوف موعدا مع الفرح والتلقائية فعلى الركح اجتمع تسعة عازفين، عازف درامز وعازفي قيثارة وعازف ساكسوفون وستة عازفي ترومييت -الآلة العجيبة- التي ورث ابرهيم معلوف عشقها من والده نسيم معلوف لتصبح فيما بعد رمزا لحضوره الفني ورغبته في كتابة اسمه باحرف من ذهب في تاريخ الموسيقى العالمية.

ابراهيم معلوف لبناني المولد تعلم الموسيقى منذ الطفولة في بيت فني، وفي فرنسا كانت بداياته الحقيقية، لكن معلوف الابن قرر أن تتجاوز موسيقاه حدود الجغرافيا، ورغم قلة الابواب التي فتحت له في بداياته اختار نحت سبيله لينجح ولم يكتف بالدور الثانوي في عوالم الموسيقى، بل صنع مجده ليصبح من أشهر عازفي الترومبيت اليوم وتصبح موسيقاه سيمفونية للالوان والاختلاف.

لقرطاج سحره ولجمهوره لعب معلوف والمجموعة الموسيقية أجمل المقطوعات وتشاركوا الفرحة بعزف قطع موسيقية من الالبوم الأخير « ترومبيت مايكل أنجلو » فكان الموعد مع سحر الإيقاع وجمالية الصورة المتخيلة، فللموسيقى تأثيرها على الوجدان ولمعلوف قدرة عجيبة للتحكم في مشاعر محبيه وجمهوره.
لقاء مع ترنيمة موسيقية عنوانها الحب والفرح، ومنذ بداية الحفل اكد معلوف للجمهور أن السهرة ستكون بمثابة حفل زفاف يجمع عاشقين بعد انتظار، كل تفاصيل الحفل ولحظات الفرحة وكلمة نعم التي يقولها العروسين ثم ساعات المتعة… جميعها تحولت الى مقطوعات موسيقية تنتصر للحياة، للفرحة ولعالم أجمل، لأن معلوف كلما عزف التقط أجمل ما في الكون وكتب من جديد سردية أخرى للحياة وللحب.

ما أجمل الموسيقى حين تتجاوز المكان، ما أحلى لحظات الصدق حين يكتبها عازف عاشق ويمنحها لمحبيه، ما أجمل اللقاء بين العازفين ونوتاتهم الصاخبة التي تحرك الروح اولا قبل ان يتفاعل الجسد ويكتب بدوره الياذته الخاصة فيرقص حد الانتشاء.

أبدع ابراهيم معلوف في مخاطبة وجدان محبيه، انتقل ببراعة بين موسيقى الجاز والبوب والروك والموسيقى الشرقية والايقاعات الطربية، صنع حفلا استثنائيا وسافر بموسيقاه، ولتونس عزف أغنية « سيدي منصور »، فحضرت المتعة واختزل سحر الكون في الموسيقى.

ابراهيم معلوف فنان مُجدّد في الايقاعات، يلتقط أجمل ما في الكون ويحوله الى موسيقى، أحب الترومبيت وعزفها وصنع معها أجمل النجاحات والامجاد الفنية، عازف يعمل على نشر ثقافة الترومبيت فأسس اكاديمية مايكل أنجلو لتعليم العزف على الترومبيت مجانا لمحبي هذه الآلة، ومن يتميز في العزف يشاركه الحفلات وعلى ركح قرطاج صعد معه تلميذين من أبناء الأكاديمية هما محمد وشهرزاد وشاركا الفريق لحظات السحر والمتعة، وصنع معلوف لنفسه ترومبيت مميزة اسمها T.O.M.A ليكون له بصمة خاصة في عالم الموسيقى الآلاتية ويحقق حلم والده بالنجاح في عالم الترومبيت.

ولأن العظماء لا يموتون، هي أجسادهم فقط التي تغادرنا وزياد الرحباني قيمة فنية عالمية، فإنه لا يمكن تقديم حفل دون تحية لروحه بعزف أغنية « سألوني الناس » التي أنشدها الجمهور في لحظة أثيرية عبر فيها عن حزنه بمنتهى الانسجام والوقار كيف لا وهي الأغنية التي تعتبر  » أم البدايات » في رحلة امتدت نحو خمسة عقود من الكتابة والتلحين أي منذ عام 1972.

وابراهيم معلوف عازف ترومبيت ملتزم بالقضايا الانسانية، فنان يعزف للسلام وللحب، يعبر عن رفضه للحرب والدمار بموسيقاه، هو الطفل الذي غادر وطنه الأم لبنان بسبب الحرب فاختار مسار الإنسانية سبيلا للتعبير، وامام ما يعيشه الشعب الفلسطيني من تجويع والمأساة تحدث معلوف  » لست سياسيا لكن ما يحدث من تجويع وحرب في غزة مؤلم، لا يمكنني العزف دون الإشارة الى نضالاتهم ووجعهم، هدفي ليس السياسة ولكنني انسان وأب » وطلب من الجمهور اشعال الأضواء حتى تكون كما الفراشة تحلق عاليا وتمسح نظرة الخوف من أعين الاطفال، لغزة عزف مقطوعة هادئة وكانها رسالة سلام تماهى معها الجمهور برفع شعارات « تحيا غزة » موسيقى معلوف منذ بداياته الفنية كانت عنوان للحرية ونداء متواصل للانسانية.

521664179_1345811203579306_6821918665038837630_n
523723944_1345810593579367_5378878014310179231_n
524262886_1345810430246050_3309918482193315134_n
522816208_1345811253579301_3733247577822512152_n
523368447_1345811233579303_1152581891226403624_n
521612633_1345810903579336_9199615785202387917_n
524482867_1345810763579350_4219873871448839811_n
524151098_1345810793579347_3587521127505751700_n
524371527_1345810693579357_2414835559179353625_n
524628610_1345810570246036_5597799702228137172_n
previous arrow
next arrow
521664179_1345811203579306_6821918665038837630_n
523723944_1345810593579367_5378878014310179231_n
524262886_1345810430246050_3309918482193315134_n
522816208_1345811253579301_3733247577822512152_n
523368447_1345811233579303_1152581891226403624_n
521612633_1345810903579336_9199615785202387917_n
524482867_1345810763579350_4219873871448839811_n
524151098_1345810793579347_3587521127505751700_n
524371527_1345810693579357_2414835559179353625_n
524628610_1345810570246036_5597799702228137172_n
previous arrow
next arrow