« راغب أنا من جيل يتذكر بداياتك جيدا. مع « نجيب الخطاب » وفي حفلات صغرى. هل يحرجك أن أسألك عن عمرك؟ »، يجيب راغب علامة بابتسامته اللطيفة وهدوئه الآسر: « 57 سنة » ويضيف خلال ندوته الصحفية التي انتظمت مباشرة بعد عرضه على ركح المسرح الروماني بقرطاج ليلة السبت 03 أوت 2019 بعض التفاصيل الصغيرة عن علاقته الخاصة بتونس التي قال إنه جاءها وهو في السنوات الأولى من شبابه ليغني في أحد مطاعمها اللبنانية.
هو في الحقيقة يعتز بعقوده التي تقارب الستة فأكثر من نصفها قضاها وهو نجم حتى صنفه الجمهور نجما فوق العادة. هو « السوبر ستار » الذي استطاع أن يستمر لما يزيد عن ثلاثة عقود بالنجاح نفسه وربما أكثر. وله في تونس قصة استثنائية. جمهوره متعدد ومتنوع. من النساء نعم ومن الرجال أيضا ومن الأطفال خاصة الذين استقبل العديد منهم على ركح المسرح الروماني بقرطاج ليلة السبت 03 أوت 2019 ضمن فعاليات الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي
نفدت تذاكر حفل « راغب علامة » قبل أيام من موعدها. و »sold out » كانت العنوان المربك الذي جعل الجمهور يلتزم بالوقوف في صفوف طويلة جدا منذ السادسة مساء. ساعة وأكثر من الانتظار كانت مرهقة ولكن الجمهور يرى أن « راغب » يستحق العناء
في العاشرة ليلا كان كل شيء جاهزا لليلة استثنائية. « راغب علامة » يقف في الكواليس احتراما للنشيد الوطني التونسي. يستعد للدخول بابتسامة تعلو ملامحه. يرتدي الأبيض كما فرقته مع « سترة « بيج ». اختار مواجهة جمهوره التونسي متحررا من البدلة الرسمية. دخول الفرقة كان أشبه بدخول الحمائم البيضاء على ركح يلفه الظلام والشاشة الخلفية تبث فيديو يتضمن مشاهد تختصر رحلة السوبر ستار وأسعد لحظاته. ثم انطلقت الفرقة في العزف يتبعها ظهور « راغب علامة » وهو يسير بثبات نحو جمهوره الذي اهتز تصفيقا وهتافا وهو يغني « قربك نار » التي أصدرها سنة 2002
بعد نهاية الأغنية، خاطب « راغب علامة » جمهوره بالكثير من الحب. ثم قدم تعزيته في رحيل الرئيس التونسي « محمد الباجي قائد السبسي » مستحضرا لقاء جمعه به. قبل الوقوف دقيقة صمت ترحما على روحه
على مدى أكثر من ساعتين، غنى « راغب علامة » الكثير من إنتاجاته: « اللي بعنا »، « نسيني الدنيا »، « حبيب قلبي يا غالي »، « أنا اسمي حبيبي »، « آسف حبيبتي »، « يا ريت »، « ردلي كلماتي »، « مش بالكلام »، « قلبي عشقها » وغيرها من الأغاني التي رددها معه الجمهور ورقص على إيقاعاتها. أما « راغب » فكان كعادته ثابتا على الركح بحضوره الآسر. كان قادرا على استيعاب الآلاف التي جاءته حبا له. ابتسامته تغطي ملامحه. يصافح معجباته ويبتسم لهن بحب. يحضن الصغيرات ويراقصهن على الركح. كان يتحرك على المسرح يمينا وشمالا. كان قريبا جدا من جمهوره، محبا له. يغني معه. ويتمايل أحيانا راقصا والجمهور يغني. وفي النهاية كلاهما استمتع: الجمهور الذي غنى ورقص بلا توقف. و »راغب علامة » الذي استمتع بطاقة الجمهور التونسي وحبه له
وقد فسر السوبر ستار كل هذا الحب بينه وبين الجمهور خلال الندوة الصحفية التي انتظمت بعد عرضه في كواليس المسرح الروماني بقرطاج قائلا « هذه نعمة من الله. لتونس ولجمهورها مكانة خاصة في قلبي. وأنا لا أرد دعوة من جمهوري في تونس وحفلاتي هنا من أكثر اللحظات التي أستمتع بها »
« راغب » الذي عاد إلى لبنان بعد ساعات من حفله على ركح المسرح الروماني بقرطاج لينطلق يوم الأحد 04 أوت 2019 في تصوير الحلقة الأولى من « ذي فويس » قال إنه يتمنى أن يكون الرابح تونسيا هذه المرة.
ودعا الشعراء والملحنين في تونس إلى الاتصال به واقتراح أغان تونسية لأنه يرغب في تقديم أغنية تونسية.
عرض « راغب علامة » على ركح المسرح الروماني بقرطاج ليلة السبت 03 أوت 2019 كانت فصلا جديدا من فصول قصة عشق استثنائية وطويلة بينه وبين الجمهور التونسي.