« هو مراهنة على الكلمة الحرة واللحن الجيد… وعلى المضمون الذي نسعى من خلاله إلى التحليق خارج هذا السائد… كلمات في الحب والوطن، نعني بها ما يُعبّر عن مواقف وتاريخ والتزام تجاه الوطن وتجاه الآخر… » هكذا اختصر الفنان أسامة فرحات العرض الموسيقي الذي سيؤثث سهرة الثلاثاء 20 أوت 2019 بالمسرح الروماني بقرطاج في إطار فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي.
يأتي العرض حاملا عنوان « كلمات سيد درويش…وآخرون » يجمع فيه أسامة فرحات عدد من فناني الأغنية الملتزمة في تونس الذين يمثلون أربعة أجيال: لبنى نعمان ومهدي شقرون عن مجموعة « حس » ونبراس وعبير شمام عن مجموعة « البحث الموسيقي » وجمال قلة ونور الدين القلال وإيمان محمد وياسر الجرادي… وجهات نظر وطرق غنائية مختلفة كل فنان من مدرسة خاصة له نمط خاص به يلتقون في هذا المشروع لأنهم التزموا باختيار أغنية ونوعية موسيقية غير تجارية، أو « أغنية ضدّ التيّار الواحد » كما صنّفها أسامة فرحات الذي أوضح أن العرض يحمل اسم سيد درويش باعتباره أول فنان التزم بالغناء لقضايا الوطن وللإنسان ومشاغله… أما الآخرون فهم الذين حملوا لواءه وواصلوا مشواره على غرار الشيخ إمام والهادي قلّة…
« نلتقي لنغني مجموعة من الأغاني التي ملأت الشارع والساحات كما سنغني أغان جديدة وغير معروفة، « كلمات سيد درويش…وآخرون » عرض يرسم تاريخ الأغنية الملتزمة في العالم العربي ويقف عند مساراتها وأهم محطاتها، عرض موسيقي بدأه أسامة فرحات في السنة الفارطة كنواة أولى أو حجر أساس لمشروع تطوّر لتتضح ملامحه وتتجلّى مساء الثلاثاء 20 أوت 2019 على ركح المسرح الروماني بقرطاج
كيف تم الانصهار بين كل هؤلاء الفنانين لينطلقوا من نقطة واحدة سؤال أجاب عنه أسامة فرحات بأن المجموعة التقت في تلك الكلمات التي تعبر عن الوطن وعن الثقافة والرفعة الشعرية وكل واحد له وجهة نظر في هذا الشأن سيعبّر عنها بأسلوبه الفني الخاص وإن كانوا من أجيال مختلفة وأضاف « أنا لا أؤمن بمفهوم الجيل، هناك موسيقى تتطوّر وهناك مستوى ابداعي نحاول ألا نحيد عنه… سنعتمد على الترتيب التاريخي في تقديم الأسماء التي ارتبطت بالأغنية الملتزمة حاولنا أن نستحضر أكبر عدد منهما.
وعبرت « لبنى نعمان » من جهتها عن سعادتها بالعمل مع أسامة فرحات ضمن هذا المشروع الذي أعادها إلى مسرح قرطاج بعد تسع سنوات وأضافت أنها ستقدم جزء من مشروعها الخاص كما ستغني « الفولارة » التي يصرّ الجمهور على سماعها في كل مناسبة أما نور الدين القلال فقد ذكر أن أسامة فرحات عاد به إلى السبعينات والتجربة الفنية التي خاضها مع الهادي قلة وحمادي بولعراس في باريس وتلك الأغنية الرائعة « اللي يكفر بالشعب يموت » وأضاف أنه اختار أن يقدم أغان ينتشي كثيرا عندما يغنيها. واعتبرت » إيمان محمد » أن « كلمات سيد درويش… وآخرون » وعلى الرغم من أنها تجربة جديدة عليها إلا أنها تشعر أنها قريبة منها « هي رحلة في تاريخ الأغنية الملتزمة… إنتاج جديد بإيقاع جديد ». وفي السياق نفسه أوضح مهدي شقرون أنه يؤمن بالاستمرارية والتواصل بين الأجيال الموسيقية وأضاف أنه تأثر على امتداد حياته بأنماط موسيقية مختلفة وهو ما أنتج لديه خلطة فنية خاصة جعلته يختار نهجه الفني ويسير فيه « ليس هناك فن جيد وآخر رديء… هناك دروب يسير فيها كل فنان، بعضهم يختار الدرب السهل وآخر يختار الصعب. أنا من جيل الثمانينات لا أقصي أي موسيقى كلها تحمل بصمة معينة وتنوع خاص »
وذكر « أسامة فرحات » أن الشاعر الراحل « الصغير أولاد أحمد » سيكون حاضرا في هذا العرض بروحه وكلماته التي سيغنيها جمال قلة، علاوة على وجود ممثلين لم يفصح عن الدور الذي سيلعباه في عرض « كلمات سيد درويش… وآخرون »